تتمیم : فی بیان بعض أقسام الحروف
ما ذکرنا ـ من کون الحروف حاکیات عن معانٍ مختلفة هی بنفسها عین الربط والتدلّی ، مع اختلافها فی المفهوم ـ لیس حکماً کلّیاً ؛ إذ بعض منها لیس من شأنه الحکایة عن معنی واقع فی الخارج ، بل هو موجد لمعناه حال التکلّم به ، ولیس له واقع یطابقه أوّلاً ، وذلک کحروف القَسم والتأکید والتحضیض والردع ؛ فإنّها وضعت آلة لإیجاد معانیها فی وعاء صدورها من قائلها ، من دون حکایة عن واقع محفوظ مع صرف النظر عن ظرف التکلّم .
فاتّضح من ذلک : أنّ الحروف علی قسمین : حاکیات وإیجادیات ، وقد عرفت أنّ حکایة القسم الأوّل عن معانٍ واقعة فی الخارج غیر منافٍ لإیجادها الربط فی الکلام ، کما أنّ إیجاد الثانی لمعانٍ متنوّعة من القسم والتحضیض یجتمع مع إیجادها الربط الکلامی ، فإذن إیجاد الربط فی الجمل إنّما هو ببرکة المعانی المختلفة ؛ محکیة کانت أو موجدة .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 35