الثانی : فی تقسیم العناوین الجاریة علی الذات
فإنّ لها أقساماً :
منها : ما یکون منتزعاً عن حاقّ الذات ، من غیر دخالة شیء مطلقاً ؛ سواء کان الخارج مصداقاً ذاتیاً له کالأجناس والأنواع والفصول ، أم کالمصداق الذاتی له ، کما فی انتزاع الوجود عن الموجودات الخارجیة .
ومنها : ما یکون منتزعاً عنه باعتبار تلبّسه بشیء ـ وجودیاً کان أو عدمیاً ـ والأمر الوجودی تارة یکون أمراً حقیقیاً ، کانتزاع العالم والأبیض باعتبار مبدئیهما ،
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 138 واُخری أمراً انتزاعیاً أو اعتباریاً ، لاحظّ له من الوجود إلاّ فی وعاء اعتبار العقل وتصویره ؛ فالأوّل کانتزاع الإمکان عن الممکنات ، والثانی کالملکیة والرقّیة وغیرهما .
هذا ، وربّما یمثّل لدخالة الأمر العدمی بالإمکان ؛ لأنّه سلب الضرورتین عن الذات ـ سلباً تحصیلیاً ـ ولا مشاحة فی المثال ، ونظیره الأعمی والاُمّی .
ومنها : ما یکون العنوان أمراً اشتقاقیاً کالضارب والناطق ، وقد یکون جامداً کالماء والنار والزوج .
ومنها : ما یکون ملازماً للذات فی الموطنین ؛ أعنی الذهن والخارج أو فی واحد منهما ، وقد یکون مفارقاً عنه کالأعراض المفارقة .
وهناک أقسام اُخر ، ضربنا عنها صفحاً .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 139