الأمر الثامن فی علائم الحقیقة والمجاز
ولیس الکلام مقصوراً فی تشخیص المعنی الحقیقی من المجازی فی موارد الاستعمال مع العلم بمراد المتکلّم والشکّ فیهما حتّی یقال : إنّ اللفظ فی المجاز مستعمل فی معناه الحقیقی ؛ فالسامع إذا استقرّ ذهنه فی المعنی المراد ، ولم یتجاوز منه إلی غیره حکم بأنّه حقیقة ، وإن تجاوز إلی غیره حکم بأنّ ذلک الغیر مجاز ـ کما قیل ـ بل من تلک العلائم أو غالبها تعرف المعنی الحقیقی ؛ ولو لم یکن استعمال ، أو لم نکن بصدد تشخیص استعمال اللفظ فی المعنی الحقیقی أو المجازی .
فلو شککنا فی کون الماء موضوعاً للجسم السیّال المعهود یکون التبادر طریقاً إلی إثباته ـ استعمل أولا ـ بل ربّما یدور أمـر الاستعمال بین الحقیقـة والغلط ، لا المجاز . کما أنّ تعبیرهم بعلائم الوضع لیس بسدید ؛ إذ الرابطـة الاعتباریـة کما تحصل بالوضع قـد تحصل بکثرة الاستعمال ؛ حتّی یصیر حقیقـة ،
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 77 وقد عرفت أنّ الوضـع التعیّنی لیس بوضع . وتوهّم : قیام جمیع الاستعمالات مقام الوضع الواحد ، کما تری .
فإن قلت : إنّ الوضـع بمعناه المصدری وإن کان مفقوداً هنا إلاّ أنّـه بمعنی اسم المصدر ونتیجته موجود فیه .
قلت : المصدر واسمه واحدان بالحقیقة مختلفان بالاعتبار بانتسابه إلی الفاعل وعدمه ، فلا یعقل وجود واحد منهما فی نفس الأمر مع فقدان الآخر .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 78