فی الضمائر
وأمّا ضمائر الخطاب والتکلّم فلیست للإشارة قطعاً ـ متّصلها ومنفصلها ـ بل الثانی موضوع لنفس المتکلّم بهویته المعیّنة ، کما أنّ الأوّل موضوع للمخاطب بهویته الشخصیة ، ولجمیع هذه مرادفات فی جمیع الألسنة تعطی معناها .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 58 وأمّا حال الوضع من خصوص الموضوع له أو عمومه : فما کان من سنخ المعانی الحرفیة ـ ومنها الإشارة ـ فإنّها بالحمل الشائع ممّا تتحصّل وتتقوّم بالمشیر والمشار إلیه ، ولا یمکن تعقّلها بذاتها ، ولا یستقلّ وجودها فی الخارج ، کما لایمکن إحضارها فی ذهن السامع کذلک .
وقد عرفت : أنّها بهذا المعنی هی الموضوع له لألفاظ الإشارة ، فعندئذٍ : لایجد الباحث ملجأً فی مقام تحقیق وضعها إلاّ القول بخصوص الموضوع له فیها ؛ لامتناع الجامع الحرفی ؛ أی ما یکون ربطاً ومتدلّیاً بالحمل الصناعی بین المعانی الحرفیة ، لاذهناً ولا خارجاً ، کما تقدّم .
ولا تقصر الموصولات عن ذلک ؛ إذ هی علی کلا المعنیین من سنخ الحروف ـ سواء قلنا بتضمّنها معنی الحرف أم لا ـ لکن تفترق ضمائر التکلّم والخطاب عنها وعن أشباهها فی کون مفادها معانٍ اسمیة مستقلّة ، إلاّ أنّهما متّحدان حکماً ؛ إذ المتبادر منهما هو الهویة الشخصیة ، لامفهوم المتکلّم أو المخاطب .
فتحصّل : أنّ الموضوع له فی الجمیع خاصّ بحکم التبادر .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 59