الثمرة الثانیة : التمسّک بالإطلاق
هذا ، وقد یترتّب علی هذا النزاع ثمرة اُخری : وهی صحّة التمسّک بالإطلاق علی الأعمّ دون الصحیح .
وضعّفها بعضهم بفقدان الصغری ، وأنّـه لیس فی الکتاب والسنّـة إطلاق
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 114 یحتجّ بـه . وزیّفها بعض آخـر بأنّه تکفی الثمرة الفرضیـة فی هـذا البحث الطویل الذیل .
ونقده ثالث من جانب آخر : بأنّ المسمّی وإن کان أعمّ علی الفرض إلاّ أنّ المأمور به هو الصحیح علی القولین ، والأخذ بالإطلاق بعد التقیید أخذ بالشبهة المصداقیة .
ولکن لایخفی ما فی جمیع ذلک : إذ کیف ینکر الفقیه المتتبّع فی الأبواب وجود الإطلاق فیها ؟ أم کیف یرتضی المجیب رمی الأکابر بصرف العمر فیما لا طائل تحته ؟ وأنّ الثالث کیف اشتبه علیه الأمر ؟ إذ البعث لم یتعلّق بعنوان الصحیح أو ما یلازمه ، بل تعلّق بنفس العناوین علی الأعمّ . فإذا ثبت کونها فی مقام البیان أخذنا بإطلاقها ما لم یرد لها مقیّد ، ووجود قید منفصل لایکشف عن بطلان الإطلاق الدائر بین الأدلّة ، کما لایخفی .
وأمّا ما قد یجاب به عن هذا الإشکال : من أنّ المخصّص لبّی غیر ارتکازی ، وفی مثله یصحّ التمسّک بالإطلاق والعموم فی الشبهة المصداقیة ، أضعف من أصل الإشکال ؛ لما ستعرف من أنّه بعد سقوط أصالة الجدّ لدی العقلاء فی أفراد المخصّص لایحتجّ بالعامّ لدیهم فی الأفراد المشکوکة ، ولا فرق عندهم فی ذلک بین اللفظی وغیره ، فانتظر حتّی حین .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 115