الموضع الأوّل فی إجزاء الاتیان بالمأمور به عن التعبد به ثانیاً
إنّ الإتیان بالمأمور به الواقعی أو الاضطراری أو الظاهری یجزی عن التعبّد به ثانیاً ؛ لأنّ الداعی إلی الأمر هو إتیان المأمور به بما له من القیود والحدود ، فلا یعقل بعد حصوله بقاء الطلب وعدم سقوط الأمر ، وهذا من الاُمور البدیهیة الفطریة ، لا یحتاج إلی إقامة برهان .
وإن کنت حریصاً علی صوغه علی صورة البرهان فنقول : إنّ المکلّف إذا حصّل المأمور به علی وجهه لم یبق معنی لبقاء البعث بعد حصول الغرض الذی هو علّة الإرادة بماهیته ؛ إذ یکون حصوله موجباً لانقطاع أمد الإرادة والبعث ، فلو بقیا بعد حصوله یلزم بقاء المعلول بلا علّة .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 257