فی نقد ما یستدلّ به لخصوص المتلبّس عقلاً
منها : ما ربّما یقال من أنّه لاریب فی مضادّة الأوصاف المتقابلة التی اُخذت من المبادئ المتضادّة ، فلو کان موضوعاً للأعمّ لارتفع التضادّ .
وفیه : أنّه لولا التبادر لما کان بینها تضادّ ارتکازاً ؛ إذ حکم العقل بأنّ الشیء لایتّصف بالمبدأین المتضادّین صحیح ، لکن الاستنتاج من هذا الحکم بعد تعیین معنی الأبیض والأسـود ببرکـة التبادر ، وأنّ معنی کلّ واحد بحکمه هـو المتلبّس بالمبدأ عند التحلیل ، ومع التبادر لایحتاج إلی هذا الوجه العقلی ، بل لامجال له ، فتدبّر .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 159 ومنها : ما أفاده بعض الأعیان من أنّ الوصف بسیط ؛ سواء کانت البساطة علی ما یراه الفاضل الدوانی من اتّحاد المبدأ والمشتقّ ذاتاً واختلافها اعتباراً ، أو کانت البساطة علی ما یساعده النظر من کون مفهوم المشتقّ صورة مبهمة متلبّسة بالقیام علی النهج الوُحدانی :
أمّا علی الأوّل : فلأنّ مع زوال المبدأ لاشیء هناک حتّی یعقل لحاظه من أطوار موضوعه ، فکیف یعقل الحکم باتّحاد المبدأ مع الذات فی مرحلة الحمل مع عدم قیامه به ؟
وأمّـا علی الثانی : فلأنّ مطابق هـذا المعنی الوحـدانی لیس إلاّ الشخص علی ما هو علیه من القیام ـ مثلاً ـ ولا یعقل معنی بسیط یکون لـه الانتساب حقیقـة إلی الصورة المبهمـة المقوّمـة لعنوانیـة العنوان ، ومـع ذلک یصـدق علی فاقـد التلبّس ، انتهی ملخّصاً .
وفیه : أنّ بساطـة المشتقّ وترکّبه فرع الوضع ، وطریق إثباته هـو التبادر لا الدلیل العقلی ، وسیأتی أنّ ما اُقیم مـن الأدلّة العقلیـة علی البساطـة ممّا لایسمن ، فانتظره .
ومنها : أنّ الحمل والجری لابدّ له من خصوصیة ، وإلاّ لزم جواز حمل کلّ شیء علی مثله ، والخصوصیة هنا نفس المبادئ ، ولا یمکن الحمل علی الفاقد المنقضی عنه المبدأ ؛ لارتفاع الخصوصیة .
والقائل بالأعمّ إمّا أن ینکر الخصوصیة فی الجری وهو خلاف الضرورة أو
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 160 یدّعی بقاء الخصوصیة بعد الانقضاء ولیس بعده شیء ، إلاّ بعض العناوین الانتزاعیة ، انتهی .
قلت : قد أسلفنا أنّ البحث لغوی دائر حول الکلمة المفردة ، والحمل والجری متأخّران عن الوضع . أضف إلی ذلک : أنّه لو أمکن وضع اللفظ للجامع بین المتلبّس وفاقد التلبّس علی فرض تصویره لصحّ الحمل بعد انقضائه أیضاً .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 161