فی أنحاء الإنشاء
نعم ، یختلف المنشأ والمفاد فی هذه الإنشائات ، کاختلافه فی الإخبار ؛ إذ یتعلّق القصد : تارة بإیجاد الهوهویة فی وعاء الاعتبار ، نحو «أنت حرّ» ، و «أنت طالق» ، و «أنا ضامـن» ، فیصیر الموضوع مصداقـاً للمحمول بعد تمـام الکلام فی وعـاء الاعتبار ، ویترتّب علیـه آثـاره ، فالاعتبار فـی أمثالها بإنشاء الهوهویة .
واُخری بإیجاد الإضافة والکون الرابط ، کما فی قوله : «مَن ردّ ضالتی فله هذا الدینار المعیّن» فینشأ الکون الرابط ؛ أعنی کون الدینار له .
وثالثة بإنشاء ماهیة ذات إضافة إلی متضائفاتها ، کالبیع والإجارة .
ورابعة بإنشاء کون شیء علی عهدته ، کما فی النذر والعهد .
والنظر فی جمیع هذه الأقسام وإن کان إلی تحقّق ما هو مدار الأثر إلاّ أنّ اعتبار الهوهویة وإنشائها یغایر فی عالم الاعتبار مفهوماً ، مع اعتبار آخر غیره ؛ من إنشاء ماهیة ذات إضافة أو شبهها .
هذا ، وأمّا الضرب الثانی فتوضیح مفاد هیئاتها سیوافیک إن شاء الله فی محله .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 55