الأوّل : فی کون النزاع لغویاً
الظاهر أنّ المسألة لغویة ، وأنّ البحث معقود لتعیین الموضوع له . ویظهر من بعض الأکابر کونها عقلیة ؛ لأجل أنّ حمل شیء علی شیء إنّما هو لکون الموضوع متحیّثاً بحیثیة وواجداً لمبدأ به یصحّ الحمل ، وإلاّ لجاز حمل کلّ شیء علی کلّ شیء . ثمّ إنّ حدوث ذاک المعنی فی الموضوع آناً ما ربّما یکفی فی صحّة الحمل ، وإن لم یکن له بقاء واستمرار ، کالاُبوّة وهی أمرآنی ناشٍ من تخلّق الابن من مائه ، ولکن العرف یراه أمراً مستمرّاً .
وقریب من ذلک قول صاحب «المحجّة» : من أنّ القائل بعدم صحّة الإطلاق
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 137 علی ما انقضی عنه المبدأ یری سنخ الحمل فی الجوامد والمشتقّات واحداً . والقائل بالإطلاق یری التفاوت بینهما وأنّه فی الجوامد من قبیل هوهو ، فلا یقال للهواء : إنّه ماء ، وفی المشتقّات من سنخ ذی هو ، یکفی فیه مجرّد الخروج من العدم إلی الوجود ، انتهی .
ولکنّک خبیر : بأنّ البحث حینئذٍ یندرج فی عداد الحقائق ، ومن الواضح أنّه لامعنی للنزاع فی أنّ الفاقد للمبدأ ـ بعد ما کان واجداً له ـ هل یقع مصداقاً له بالفعل بحسب متن الأمر أو لا ؟ وسخافته غیر مخفیة ؛ إذ میزان الصدق وعدمه دائر مدار اشتماله علی المبدأ وعدمه ، ولایعقل صدقه علی الفاقد حقیقة حتّی یختاره القائل بالأعمّ ، وهذا بخلاف ما إذا کان البحث لفظیاً ؛ لأنّ الواضع له الخیار فی تعیین حدود الموضوع له ، فله وضع اللفظ للمتلبّس أو للأعمّ منه ، کما أنّه بالخیار فی تعیین الألفاظ .
کتابتهذیب الاصول (ج.۱): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 138