الأوّل: بیان ماهیة الإجارة
إنّ ماهیّـة ا لإجارة ـ بحسب الاحتمال ـ إمّا عبارة عن نقل ا لمنافع ؛ بحیث لاتکون فی إیقاع عقدها إضافـة بین ا لمستأجر وا لعین ا لمستأجرة ، بل ا لإضافـة بینـه وبین ا لمنافع هی إضافـة ا لملکیّـة ، فیکون مثل «ملّکتک منافع ا لدار» من قبیل
ا للفظ ا لصریح ، و«أکریت» و«آجرت» من قبیل ا لکنایـة ؛ لعدم صراحتهما فی تملیک ا لمنفعـة ونقلها .
وإمّا عبارة عن إضافـة بین ا لعین ا لمستأجرة وا لمستأجر ، من غیر تضمّنها لنقل ا لمنافع ، وإنّما یکون نقلها تبعاً للإضافـة ا لمذکورة ، لا بسببیّـة ا لإجارة ابتداءً ، نظیر نقل منافع ا لعین فی ا لبیع ؛ فإنّها لیست تحت جعل ا لمتعاملین ، وإنّما تنتقل إلی ا لمشتری تبعاً لنقل ا لعین ، لا بسببیّـة ا لعقد مستقیماً .
وهذان ا لاحتما لان فی طرفی ا لإفراط وا لتفریط ، ومخا لفان لاعتبار ا لعقلاء فی ماهیّـة ا لإجارة .
وإمّا عبارة عن إضافـة خاصّـة لاستیفاء ا لمنفعـة ، أو للانتفاع با لعین ؛ بمعنیٰ کون ا لاستیفاء وا لانتفاع غایـة ملحوظـة فیها .
أو إضافةٍ متضمّنة لنقل ا لمنفعة ، فتکون إضافة بین ا لعین وا لمستأجر ، متضمّنة لنقل ا لمنفعـة با لعوض .
أو إضافةٍ لازمها ا لبیّن نقل ا لمنافع ، فیکون عقد ا لإجارة سبباً للإضافة ا لناقلـة ، فیکون ا لنقل أیضاً مسبّباً ملحوظاً ، ولازماً بیّناً لـه ، وبهذا یفترق عن ا لاحتمال ا لمتقدّم ا لذی زیّفناه .
ویتلوه فی ا لضعف ا لاحتمال ا لأوّل من ا لاحتما لات ا لأخیرة ؛ فإنّ لازمـه عدم نقل ا لمنافع ، وا لعرف علیٰ خلافـه .
وبهذا یظهر ضعف احتمال کونها عبارة عن ا لتسلیط علی ا لعین للانتفاع أو استیفاء ا لمنفعـة ، فبقی ا لاحتما لان .
ولایبعد أقربیّـة ا لثانی بحسب ا لفهم ا لعرفی ، فا لإجارة إضافـة خاصّـة لازمها نقل ا لمنافع ، فقولـه : «أکریت ا لدابّـة» أی أعطیتها با لأجر ، هو ا للفظ
ا لصریح لعقد ا لإجارة ، بخلاف «ملّکت ا لمنفعـة» مریداً بـه إیقاع ا لإجارة ، فإنّـه لیس بصریح .