حول کلام المحقّق النائینی فی المقام
وقد یقال : إنّ بین ا لتعریفین فرقاً معنویّاً ؛ فإنّ ظاهر تعریف «ا لمصباح» أنّ ا لمقابلـة تقع بین ا لمملوکین ، وا لتعریف الآخر أنّ ا لمقابلـة بین ا لسلطنتین ، وا لمتعارف تبدیل ا لأموال ، لاتبدیل ا لملکیّـة ا لتی هی عبارة عن ا لسلطنـة علی ا لأموال ؛ فإنّ «ا لناس مسلَّطُون علیٰ أموا لهم» لا علی سلطنتهم ، وباب ا لإعراض عن ا لملک لیس من جهـة شمول ا لسلطنـة ؛ فإنّ ا لإعراض إذهاب موضوع ا لسلطنـة ، ولیس مندرجاً فی موضوعها ، فا لمعاوضات عبارة عن تبدیل ا لمملوکین ، عکس باب ا لإرث ا لذی هو تبدیل ا لما لکین .
وا لحاصل : أ نّـه فی عا لم ا لاعتبار کلّ من ا لمتبایعین واجد لإضافـة بینـه وبین ا لمملوک وا لتبدیل عبارة عن حلّ ا لإضافـة ا لقائمـة با لمثمن ، وجعلها قائمـة با لثمن ، وهذا ا لحلّ من آثار واجدیـة ا لإضافـة ، لا أنّ ا لإضافـة بتمامها تتبدّل بإضافـة اُخریٰ ، فا لإضافـة هی ا لسلطنـة ، ولیس للناس سلطنـة علی ا لسلطنـة ، وهکذا .
فا لحقّ : أنّ ا لبیع مبادلـة مال بمال ، ولیس عبارة عن تملیک ا لعین با لعوض ، فا لملکیّـة جدة اعتباریّـة ، لها نحو تحقّق فی ا لاعتبار ، وبها تتبدّل ا لأموال ، وأمّا هی بنفسها فلیست قابلـة للتبدیل ؛ لأ نّـه لیس للما لک ملکیّـة علی ا لملکیّـة .
بل لا فرق بین ا لبیع وغیره فی ذلک ، حتّی مثل ا لهبـة ا لمجّانیّـة ؛ فإنّ ا لواهب لایملّک ا لمتّهب ابتداءً ، بل یعطیـه ا لمال ، فإذا أعطاه إیّاه تنخلع عنـه
ا لإضافـة ، ویلبسها الآخر . انتهیٰ ملخّصاً .
وفیـه موارد کثیرة للنظر ، نذکر مهمّاتها :
منها : ما عرفت من أنّ ا لتعریفین من هذه ا لجهـة یرجعان إلیٰ معنیٰ واحد ، وإن اختلفا من جهـة اُخریٰ کما سیأتی .
ومنها : أنّ ا لسلطنـة لیست هی ا لملکیّـة ، بل هی من ا لأحکام ا لعقلائیّـة للملکیّـة ، وتوهّم وحدتهما أوقعـه فی ا لإشکال ، فقال ما قال .
وقولـه صلی الله علیه و آله وسلم : «ا لناس مسلَّطون علیٰ أموا لهم» ینادی بما ذکرناه ؛ فإنّ إضافـة ا لأموال إلی ا لناس هی ا لإضافـة ا لمملوکیّـة ، فقولـه صلی الله علیه و آله وسلم : «ا لناس مسلَّطون علیٰ أموا لهم» مساوق لقولـه : «ا لناس مسلّطون علیٰ أملاکهم» فإنّ ا لناس لایسلّطون علی ا لأموال بلا إضافـة ما لکیّـة بینها وبینهم .
فلو رجعت ا لسلطنـة إلی ا لملکیّـة ، یکون قولـه ذلک عبارة اُخریٰ عن قولـه : «ا لناس ما لکون لأملاکهم» وهو ـ کما تریٰ ـ من قبیل توضیح ا لواضح ، فلا شبهـة فی أنّ ا لسلطنـة من أحکام ا لملکیّـة لا نفسها .
وأمّا باب ا لإعراض ، فهو أیضاً من شؤون ا لسلطنـة علی ا لأموال ، ولا ضیر فی إیجابـه إعدام موضوع ا لسلطنـة ؛ إذ هو فی جمیع ا لمعاملات کذلک ، فا لبیع موجب لذهاب موضوع ا لسلطنـة علی ا لسلعـة ، فلا فرق بین ا لإعراض ، وا لبیع ، وا لصلح ، وا لهبـة من هذه ا لجهـة ، فکما أنّ ا لسلطنـة علی ا لأموال لازمها ا لسلطنـة علی ا لبیع ، وإعدام سلطنـة ا لبائع علی ا لمبیع بإعدام موضوعها ، کذلک لازمها ا لسلطنـة علی ا لإعراض ، وإعدامها بإعدام موضوعها ، فما هو منشأ إشکا لـه منفسخ ، وبـه ینفسخ ما یترتّب علیـه .
ومنها : أنّ ما ذکره من أنّ ا لتبدیل عبارة عن حلّ ا لإضافـة ا لقائمـة با لسلعـة ، وجعلها قائمـة با لثمن ، وهو من آثار واجدیّـتها ، لا أنّ ا لإضافـة بتمامها تتبدّل بإضافـة اُخریٰ . غیر وجیـه ؛ لأنّ حلّ ا لإضافـة من طرف ا لمملوک ، وبقاءها فی طرف ا لما لک ، ممّا لا یعقل ، من غیر فرق بین ا لاعتباریّات وغیرها ؛ ضرورة أنّ ا لمملوک ـ بما هو مملوک ـ مملوک ا لما لک ، وا لما لک ما لک ا لمملوک ، وهما متکافئان ؛ لایعقل ا لمملوک بلا ما لک ، ولا ا لما لک بلا مملوک ، فلا یعقل خلع إضافـة ا لمملوکیّـة ، وبقاء إضافـة ا لما لکیّـة ، ولاتبدیل إضافـة ا لمملوکیّـة ، وعدم تبدیل إضافـة ا لما لکیّـة ، وعلیـه یکون ما ا لتزمـه کرّاً علیٰ ما فرّ منـه ، مع توالٍ فاسدة .
وبما ذکرناه یظهر : أنّ ما تخیّلـه فی باب ا لإرث أیضاً غیر صحیح ، بل مخا لف لظواهر أدلّـة ا لإرث .
ثمّ إنّ هذا ا لحلّ ـ أی خلع ا لإضافـة ، وجعلها قائمـة با لغیر ـ لایعقل أن یکون من آثار تلک ا لإضافـة ؛ لأنّ ا لإضافـة قائمـة با لطرفین ، وا لفرض أنّ ا لملکیّـة عبارة عن ا لسلطنـة ، ولازمـه کونها أیضاً قائمـة با لطرفین ، فحینئذٍ خلع طرف ا لإضافـة خلع حیثیّـة ذاتها ، أو جزء ذاتها ، وهو لایمکن أن یکون من آثارها ، بل ولایمکن أن تکون للناس سلطنـة علیٰ سلطنتهم ، وا لفرض أنّ ا لسلطنـة هی ا لملکیّـة ا لقائمـة با لطرفین ، فخلع ا لإضافـة تصرّف فی ا لسلطنـة ـ ولو ببعض حقیقتها ـ علیٰ مبناه غیر ا لوجیـه ، فیکون من قبیل ا لسلطنـة علی ا لسلطنـة .
ومنها : أنّ ما ذکره ـ من أن ا لملکیّـة من قبیل ا لجدة ا لاعتباریّـة ـ ینافی تفسیرها بـ «ا لإضافـة» وا لحقّ أ نّها من ا لإضافـة الاعتباریّـة بوجـه بعید .
وإن شئت قلت : إنّها أقرب فی ا لاعتبار إلی ا لإضافـة ، وا لأمر سهل .
ومنها : أنّ قولـه فی ا لهبـة : إنّ ا لواهب لایملّک ا لمتّهب ابتداءً ، بل یعطیـه
ا لمال ، فإذا أعطاه إیّاه تنخلع عنـه ا لإضافـة ، ویلبسها الآخر ، من غرائب ا لکلام ؛ ضرورة أنّ ا لإعطاء ا لخارجی لیس بهبـة .
فا لمراد من قولـه : یعطیـه ا لمال ، إن کان ا لإعطاء ا لخارجی بلا قصد هبتـه ، فلایعقل انخلاع ا لإضافـة ، وإن کان ا لإعطاء هبـة فهو ا لتملیک مجّاناً ، فعدم ا لتملیک وانخلاع ا لإضافـة لایجتمعان ، وهو واضح .