إشکال المحقّق النائینی فی الإنشاء بالکنایات
قال بعض ا لأعاظم قدس سره فی مقام بیان عدم صحّـة إیقاعها بأ لفاظ ا لکنایات :
«إنّـه لا شبهـة فی ا لفرق بین ا لحکایات وا لإیجادیّات ؛ فإنّ ا لحکایات لایتعلّق غرض بها إلاّ إظهار ما فی ا لضمیر ، بأیّ وجهٍ اتفق ، إذا لم یکن خارجاً عن ا لمحاورات ، وأمّا ا لإیجادیّات فإنّها لاتوجد إلاّ بما هو آلـة لإیجادها ومصداق لعنوانها .
فلو لم یکن مصداقاً لعنوان وآلـة لإیجاده ، بل کان للازمـه أو ملازمـه ، لم یوجد ا لملزوم أو ا لملازم الآخر بـه ، وإن کان ا لغرض من إیجادهما إیجاد ا لملزوم
أو ا لملازم الآخر ؛ إذ لا عبرة با لدواعی وا لأغراض فی ا لإیجادیّات .
وا لکنایات لمّا کانت قسیم ا لمجازات ـ فإنّ قولـه : «طویل ا لنجاد» استعمل فی نفس معناه ا لحقیقی ، واُلقی معنی ا للفظ إلی ا لمخاطب ؛ لینتقل إلی ملزومـه وهو طول ا لقامـة ، وا لانتقال إلیـه من دواعی استعمال هذه ا لألفاظ فی معانیها ، لا أ نّها استعملت فی طول ا لقامـة ـ فا لأقویٰ عدم صحّـة إنشاء ا لعنوان بها ؛ فإنّ إنشاء ا للازم وإیجاده فی ا لإنشاء ا لقولی لیس إیجاداً للملزوم عرفاً .
وکون ا لملزوم مقصوداً وداعیاً من إیجاد ا للازم ، لا أثر لـه ؛ لما عرفت من أنّ ا لدواعی وا لأغراض لا أثر لها .
ولو قیل بأنّ ا لملزوم وإن لم ینشأ أصا لـة ، إلاّ أ نّـه منشأ تبعاً وفی ا لمرتبـة ا لثانیـة من ا لإیجاد .
یقال : إنّ ا لإیجاد بهذا ا لنحو فی کمال ا لضعف من ا لوجود ، فینصرف ا لإطلاق عنـه ، ولاتشملـه ا لعمومات ؛ لخروجـه عن ا لأسباب ا لمتعارفـة» . انتهیٰ ملخّصاً .