معنی الوفاء بالعهد والعقد
ثمّ إنّ معنی ا لوفاء با لعهد وا لنذر وا لعقد ونحوها ، هو ا لعمل علیٰ طبق مقتضیاتها ، فإن کان ا لمقتضی ا لعمل ا لخاصّ ـ مثل نذر صوم وصلاة ـ یکون وفاؤه بإتیان ا لمنذور ، لا عدم فکّ ا لنذر وا لعهد .
وإن کان مقتضاها عرفاً تسلیم ا لعوضین ، یکون ا لوفاء بـه ، لابعدم فسخها ، فمن لم یفسخ عقد ا لبیع ، ولم یعمل علیٰ مقتضاه بتسلیم ا لعین ، لا یقال عرفاً : «إنّـه وفیٰ بعقده» لأ نّـه لم یفسخـه ، وإن لم یعمل علیٰ مقتضاه .
وإن شئت قلت : إنّ ا لوفاء وعدمـه من لواحق ا لعقد بعد مفروضیّـة وجوده ، فإعدام ا لعقد خارج عن عدم ا لوفاء بـه ، کما أنّ إیجاده غیر ا لوفاء بـه .
إلاّ أن یقال : إنّ ا لوفاء إبقاء ا لعقد ا لحادث ، وعدم ا لوفاء إعدامـه ، وهو غیر صحیح .
وکیف کان : ا لمتفاهم عرفاً من مثل «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» و «بالعهود» هو ا لعمل علیٰ مقتضاها عرفاً .
ولعلّـه یختلف معناه عرفاً فی استعما لـه مع «ا لباء» کما هو ا لشائع ا لمتعارف فی ا لعقود ، وا لعهود ، وا لوعد ، وا لنذر ، وقلّما یتّفق استعما لـه فیها مجرّداً عن «ا لباء» مع استعما لـه بدون «باء» فی نحو «أَوْفُوا الْمِکْیَالَ وَالْمِیزَانَ» فإنّ ا لشائع استعما لـه فی نحوه بغیر «باء» .
ولعلّـه یراد با لثانی ا لإتمام مقابل ا لتنقیص وا لخسران ، کما یظهر من موارد استعما لـه فی ا لکتاب ا لکریم وغیره ، وبا لأوّل ا لعمل با لمقتضی وافیاً ، وا لقیام بأمر ا لشیء بجمیع مقتضیاتـه ، وا لمحافظـة علیـه ، کما هو أحد معانیـه ، ویمکن إرجاع ا لأوّل إلی ا لثانی بوجـه ، وبا لعکس .
وکیف کان : إن اختصّ ا لعمل با لمقتضیٰ بخصوص تسلیم ا لعوضین ،
فوجوبـه فی ا لمعاطاة ا لحاصلـة با لتعاطی لا موضوع لـه .
نعم : فیما حصلت بإعطاء ا لثمن وأخذه کما فی ا لسلم ، أو بإعطاء ا لسلعـة وأخذها ، کما فی ا لنسیئـة ـ وبا لجملـة فی کلّ مورد اُنشئ ا لعقد با لأخذ وا لإعطاء فی أحد ا لعوضین ـ یکون وفاؤه متصوّراً فی غیر ا لمأخوذ .
وأمّا إن قلنا بعدم اختصاصـه بـه ، حتّیٰ یشمل ا لرجوع إلیٰ ما أعطاه ، فیأتی وجوب ا لوفاء فی ا لمعاطاة ا لحاصلـة با لتعاطی أیضاً ، فمن أعطی ثمّ استرجع ، لم یفِ بعقده .
ولیس ا لمراد با لاسترجاع مطلق أخذ ما أعطیٰ ، بل ا لمراد أخذه بعنوان إرجاع ما أعطیٰ ، فا لإیفاء بـه ا لعمل بمقتضاه وافیاً ، وا لمحافظـة علیـه ، فمن لم یسلّم ا لسلعـة ـ کمن سلّمها ثمّ استرجعها ـ غیر موفٍ بـه ، ولا محافظ علیـه .