تقریر استدلال الشیخ الأعظم
واستدلّ ا لشیخ ا لأنصاری قدس سره للمقصود بوجـه ، یمکن تقریره بما لایرد علیـه بعض ا لشبهات ، وهو أنّ ا لمراد بوجوب ا لوفاء ا لعمل بمقتضی ا لعقد ، فتحرم ا لتصرّفات ا لناقضـة لمقتضاه ، کا لأخذ للتملّک ، وسائر ا لتصرّفات ا لناقضـة للعهد ، ومنها ا لتصرّفات ا لواقعـة بعد ا لفسخ ، وکان هذا لازماً مساویاً لدی ا لعرف وا لعقلاء للزوم ، وهو أمر یعتبره ا لعقلاء عقیب ا لحکم ا لتکلیفی کسائر ا لوضعیّات ؛ فإنّها أیضاً معتبرة عقیب ا لأحکام ا لتکلیفیّـة ، لا مجعولـة أو معتبرة با لذات .
وعلیٰ ما قرّرناه ، لایرد علیـه : أنّ ا لعقد لایقتضی حرمـة ا لتصرّف ، بل هی مقتضیٰ مقتضاه ؛ لما عرفت من أنّ ا لمراد با لتصرّفات ـ ظاهراً بمناسبـة استفادة ا لحکم من «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» ـ هو ا لتصرّفات ا لناقضـة للعهد ، کالتصرّف بعنوان
ا لاسترجاع فی ا لمعاملـة ، وتملّک ما لـه ، ونحو ذلک ، لابعنوان غصب مال ا لغیر ، وا لتصرّفات ا لناقضـة منافیـة لمقتضی ا لعقد بلا شبهـة .
وکذا لایرد علیـه : أنّ مقتضی انتزاعیّـة شیء من شیءٍ صحّة حمل ا لمنتزع علی ا لمنتزع منـه ؛ إذ تحقّق ا لأمر ا لانتزاعی بتحقّق منشئـه ، ومع تحقّقـه تجب صحّـة ا لحمل ، کحمل ا لفوق علیٰ ما انتزعت منـه ا لفوقیّـة ، وفی ا لمقام لایصحّ انتزاع ا للزوم من حرمـة ا لتصرّفات ، وفی غیر ا لمقام أیضاً لایصحّ انتزاع ا لملکیّـة من جواز ا لتصرّفات مطلقاً ، أو انتزاع سلبها من منعها مطلقاً .
لما عرفت : أنّ ا لمحتمل فی کلامـه ـ بل ظاهر صدره ـ أنّ ا لمراد با لانتزاع لیس علیٰ نحو ا لانتزاعات ا لمعروفـة ، بل ا لمراد منـه اعتبار ا لعقلاء شیئاً عقیب شیء .
مثلاً : أنّ ا لملکیّـة لایعتبرها ا لعقلاء کیفما اتفق وجزافاً ، بل اعتبارها موقوف علیٰ أثر فی ا لجملـة ، وما لا أثر لـه مطلقاً یسقط عنـه اعتبارها ، فإذا سلبت آثار ا لملکیّـة مطلقاً عن مال ، وحرم علی ا لما لک جمیع ا لتصرّفات ا لحا لیّـة وغیرها ، یسقط لدی ا لعقلاء اعتبار ا لملکیّـة لـه ، ولو اُجیز لشخصٍ فی مالٍ جمیع ا لتصرّفات ا لوضعیّـة وا لتکلیفیّـة ، یعتبره ا لعقلاء ملکاً لـه ، لا أ نّـه تنتزع ا لملکیّـة من ا لتصرّفات أو جوازها ، کانتزاع ا لفوقیّـة وا لتحتیّـة .
وما ذکرناه وإن کان مخا لفاً لظاهر ذیل کلامـه ـ وهو أنّ ا لحکم ا لوضعی لامعنیٰ لـه إلاّ ما انتزع من ا لحکم ا لتکلیفی ـ لکنّ ا لتأمّل فی صدره وشتات کلماتهم ، لعلّـه یعطی عدم إرادتهم ا لمعنی ا لمصطلح فی ا لانتزاعیّات .