بحیث لایمکن ا لانتفاع بـه ، أو با لوجـه ا لذی وقفـه ا لواقف .
فا لکلام فیها یقع تارة : فی ا لمقتضی لبیعـه ، واُخریٰ : فی ا لموانع علیٰ فرض ثبوت ا لمقتضی .
وقد یقال کما عن ا لمحقّق ا لخراسانی قدس سره وغیره فی فرض ثبوت ا لمقتضی : بتعلّق ا لوقف أوّلاً با لعین ، وثانیاً با لبدل ، أو بما لیّتها ، وقد تقدّم مع ما فیـه ، فلانعیده .
وقد یقال : إنّ ا لوقف یتضمّن حبس ا لعین وتسبیل ا لمنفعـة ، وا لثانی موسّع لدائرة ا لموقوفـة ؛ بمعنیٰ أنّ ا لعین بشخصها محبوسـة مادام إلی ا لانتفاع بها سبیل ،
وبما هی مال محبوسـة إذا لم یمکن ا لانتفاع بها مع بقائها بشخصها .
فا لعین وإن سقطت عن ا لوقفیّـة بنفسها وبشخصها ، لکنّها بما هی مال محبوسـة ، وا لانتفاع بها بما هی مال ، یتوقّف علیٰ تبدیلها ، وحفظ ا لما لیّـة ا لموقوفـة فی ضمن ا لبدل .
ولو قیل : إنّ غرض ا لواقف وإن کان دوام ا لانتفاع ، لکن لا دلیل علی اتباع غرضـه ، بعد ما کان ا لحبس متعلّقاً با لعین وا لما لیّـة ا لقائمـة بها حتّیٰ یلزم ا لتبدیل لحفظـه ، مع أنّ ا لبدل لیس عین ما لیّـة ا لوقف .
یقال : إنّ ا لغرض لمّا کان عقدیّاً ـ بحیث جعل ا لوقف حقیقـة مرکّبـة من حبس ا لعین ، وتسبیل ا لثمرة ـ فدلیل نفوذ ا لوقف دلیل علی اتباعـه .
وأ مّا أنّ ا لانتفاع با لمال ا لذی هو غرض یتّبع من ا لواقف ، یقضی با لتبدیل ؛ فلأجل أنّ ا لانتفاع بشخص ا لمال ـ من دون تبدیل إلی ا لأبد ـ مفروض ا لعدم ، فلابدّ من حفظ ا لمال بتبدیلـه بما یماثلـه فی ا لما لیّـة ؛ فإنّ إقامـة مماثلـه فی نظر ا لعقلاء من أنحاء حفظـه .
فا لتسلیط علی ا لانتفاع إلی ا لأبد ، یوجب سعـة دائرة ا لوقف ، وحفظ ا لموقوف ـ با لجهـة ا لتی هی موقوفـة فی نظر ا لعقلاء ـ بتبدیلـه با لمماثل ، لا أنّ ا لمماثل موقوف بوقف ا لما لک وإنشائـه ، انتهیٰ ملخّصاً .
وفیـه مواقع للنظر ، نکتفی بمهمّاتها :
منها : أ نّـه علیٰ فرض تسلیم کون ا لوقف من ا لماهیّات ا لمرکّبـة ، لایلزم منـه أن یکون کلّ جزء منـه تحت ا لإنشاء ، حتّیٰ یکون إنشاء ا لوقف إنشاء حبس مستقلّ ، وإنشاء تسبیل مستقلّ ، بل ا لواقف ـ بحسب ا لنوع ـ لاینشئ إلاّ ا لوقف
علی ا لذرّیـة مثلاً ، وهو ینحلّ إلی ا لحبس وا لتسبیل ، لا أنّ ا لإنشاء تعلّق با لحبس وا لتسبیل معاً ، حتّیٰ یکون أحدهما بمنزلـة ا لعلّـة ، ویوسّع دائرة ا لوقف .
ولو فرض إنشاؤه بمثل «حبست وسبّلت منفعتها» بناءً علیٰ صحّتـه ، یکون ذلک من ا لألفاظ ا لدالّـة علی الوقف نحو الکنایات ، لا أنّ کلاًّ إنشاء مستقلّ ، ویکون ا لوقف متقوّماً بإنشاءین مستقلّین .
ومنها : أ نّـه لو سلّمنا ذلک ، لکن لایعقل فی باب ا لمعاملات ا لمتقوّمـة بالإنشاء وا لجعل ، ا لتوسعـة وا لتضییق ، وإنّما یقال بهما فی باب ا لأوامر وا لنواهی ، لا لأنّ ا لتعلیل یوسّع متعلّق ا لأمر أو ا لنهی ؛ فإنّـه غیر معقول .
فقولـه : «لاتشرب ا لخمر ؛ لأ نّها مسکرة» لایکون ا لتعلیل فیـه موسّعاً لدائرة متعلّق «لاتشرب» ضرورة أنّ متعلّقـه ا لخمر ، ولایعقل ا لتجاوز عنـه ، ولایکون ا لمراد بذلک أنّ «ا لخمر» مستعملـة فی ا لمسکر بقرینـة ا لتعلیل ؛ فإنّـه ـ مع وضوح بطلانـه ـ لیس من قبیل ا لتوسعـة .
بل ا لمراد هناک : أنّ ا لتعلیل کاشف عن إرادة ا لمولیٰ ، وحجّـة من قبلـه علی ا لعبد ، فمن هذا ا لتعلیل یفهم أنّ إرادة ا لمولیٰ تعلّقت بمطلق ا لمسکر ، وهی حجّـة قاطعـة .
وأ مّا لو ورد مثل هذا ا لتعلیل فی باب ا لعقود وا لإیقاعات ، فقال : «بعت ا لدار ؛ لأ نّها غیر محتاج إلیها» و «آجرت بستانی للاحتیاج إلیٰ أجرتـه» و«بعت ا لخمر ؛ لأ نّها مسکرة» فلا معنیٰ لتوسعـة ا لتعلیل ، وا لحکم ببیع کلّ ما کان غیر محتاج إلیـه ، وإجارة کلّ ما یحتاج إلیٰ اُجرتـه ، وبیع مطلق ا لمسکر ؛ ضرورة أنّ ا لإنشاء لایتجاوز عن متعلّقـه ، وا لإرادة وا لرضا ا لقلبیّ لا دخل لهما با لمعاملات .
فإذا قال : «حبست داری ؛ لأجل درّ منفعتها إلیٰ ذرّیتی» وکان ا لثانی علّـة ، فلایعقل أن یوسّع دائرة ا لإنشاء ، ویتعلّق ا لإنشاء ا لفعلیّ ا لمتعلّق با لدار ، بأمر أوسع
منها ، وإرادة درّ منفعتها دائماً علی ا لذرّیـة ، لاتجعل ا لإنشاء متعلّقاً بأمر أعمّ من ا لعین وما لیّتها ، وصرف ا لإرادة لایفید فی ا لإیقاعات وا لعقود ، فا لتوسعـة وا لتضییق فی بابهما ممّا لا معنیٰ لـه .
ومع بطلان ذلک ، لاوجـه لما ذکره من ا لتمسّک بقولـه علیه السلام : «ا لوقوف تکون علیٰ حسب . . .» إلیٰ آخره ، بل لنا ا لتمسّک بـه لإثبات قصر ا لوقف علی ا لعین ، دون غیرها من ما لیّتها ونحوها .
کما لا وجـه لقولـه : «لابدّ من حفظ ا لمال بتبدیلـه بما یماثلـه» . . . وغیر ذلک ممّا یتفرّع علیٰ هذا ا لأصل ا لباطل .
ومنها : أنّ قولـه : «إنّ ا لغرض إذا کان غرضاً عقدیّاً موجباً لکون ا لوقف مرکّباً من ا لحبس وتسبیل ا لثمرة ، فدلیل نفوذه دلیل علی اتباعـه» فیـه أ نّـه لم یتّضح ا لمراد بـ «ا لغرض ا لعقدیّ» :
فإن کان ا لمراد : أنّ ا لعقد تعلّق با لما لیّـة ، وتسبیل ا لثمرة إلی ا لأبد قرینـة علیـه ، فهو ـ مع ما فی ا لتعبیر عنـه بـ «ا لغرض ا لعقدیّ» لأنّ ا لما لیّـة علیٰ هذا تکون متعلّق ا لعقد ، لا أ نّها ا لغرض ا لعقدیّ ـ خلاف ماهیّـة ا لوقف ؛ فإنّ ا لما لیّـة لا ثمرة لها ولا منفعـة ، وإنّما ا لثمرة وا لنفع للعین ، لا لما لیّتها ، فلازم ذلک بطلان إنشائـه .
وإن کان ا لمراد : أنّ ا لغرض منظور حال ا لعقد ، فمن وقف شیئاً ، یکون تسبیل ا لمنفعـة إلی ا لأبد محطّ نظره ، وتسبیلها إلی ا لأبد لایمکن إلاّ مع توسعـة دائرة ا لوقف إلی ا لما لیّـة ، فتکون هی محبوسـة بعد ما لایمکن ا لانتفاع با لعین ، فیرجع ذلک إلیٰ ما تقدّم من بعض ا لأعاظم قدس سره : من کون ا لعین محبوسـة فی ا لرتبـة ا لمتقدّمـة ، وا لما لیّـة فی ا لرتبـة ا لمتأخّرة ، وتقدّم ما فیـه من امتناع ذلک بلفظ
واحد .
ویرد علیـه أیضاً : أنّ ا لتوسعـة إن کانت بعد ا لإنشاء ا لمتعلّق بحبس ا لعین ، فلاتعقل جزماً ؛ لأنّ ا لإنشاء من ا لإیجادیّات ا لتی لایعقل فیها ا لتوسعـة بعد ا لوجود وا لإیجاد .
وإن کانت قبلـه ؛ بمعنیٰ کشف غرضـه عن تعلّق ا لوقف بعنوان أعمّ ، فمضافاً إلی ا لجزم بأنّ ا لوقف فی ا لأوقاف ا لمتداولـة لم یتعلّق إلاّ بالأعیان ، لیس ا لتعلّق بنفس ا لما لیّـة ا لقائمـة با لعین من ا لتعلّق بالأعمّ .
وا لقول : با لتعلّق بالأعیان مادامت ذوات منفعـة ، وبما لیّتها بعد فقدها ، کما هو صریح بعض کلامـه ، فیـه ما تقدّم من ا لامتناع إن کان ا لمراد تعلّق ا لإنشاء بها کذلک ، وعدم ا لتأثیر إن کان غرض ا لواقف ذلک مع عدم إنشائـه إلاّ علی ا لأعیان .
ومنها : أ نّـه مع ا لغضّ عن کلّ ما تقدّم ، فمقتضی ا لتوسعـة هو ا لتوسعـة إلیٰ ما یشابـه ا لمعلول ویناسبـه ، لا إلیٰ ما هو مخا لف لـه فی ا لذات والآثار ، فقولـه : «لاتشرب ا لخمر ؛ لأ نّها مسکرة» یوسّع دائرة ا لحرمـة إلیٰ کلّ مسکر ، وهو مناسب للخمر ومشابـه لها فی خاصّیـة ا لإسکار .
وهی فی ا لمقام مفقودة ؛ لأنّ ا لوقف ـ علی ا لفرض ـ تعلّق با لعین لدرّ ا لمنفعـة ، وا لما لیّـة لا منفعـة لها ولا ثمرة ، فا لتوسعـة إلیها توسعـة إلیٰ ما ینافی ا لعلّـة ویخا لف ا لمورد .
فلو رجع قولـه هذا إلیٰ أنّ غرض ا لواقف ـ وهو أن یستفید ا لموقوف علیـه من ثمرة ا لوقف أبداً ـ یوجب ا لتوسعـة ، فقد عرفت ما فیـه .
وبا لجملـة : إنّ ا لمتّبع هو إنشاء ا لواقف وجعلـه ، ولاتعقل ا لتوسعـة فیـه بعد تعلّقـه بالأعیان .