نور 19
إعلم، هداک اللّه طریق الصواب، أنّ هذا المقام، أی الظهور بمقام النبوّة فی النشأة العینیّة و إظهار الحقائق الغیبیّة و الأسماء الإلهیّة طبقاً لصورالأسماء فی النشأة العلمیة و الأعیان الثابتة، هوالنبوّة للإنسان الکامل؛ أی، الحقیقة المحمدیّة(ص) فی النشأة الثانیة، بل فی الحضرة الثالثة، لمکان اتحاد الظاهر و المظهر؛ خصوصاً المظهر الأتمّ الإطلاقی الّذی لا تعیّن و لا نفسیّة له.
فالمقام الأوّل، هوالإنباء بالحقیقة الجمعیّة و الإسم الأعظم، أحدیة جمع الأسماء، عن لسان غیب الغیوب للحضرات الأسمائیّة و فی مقام الواحدیّة.
و المقام الثانی، هو الإنباء بالمظهر الأتمّ و المجلی الأعظم، أی العین الثابتة الإنسانیّة، عن لسان الحقیقة الجمعیّة، أی الإسم الأعظم؛ بل عن لسان الغیب أیضاً، لعدم الحجاب أصلاً لصورالأسماء الإلهّیّة، أی الأعیان الثابتة.
و مقامنا هذا، أی ثالث المقامات الّذی کلامنا فیه، هو الإنباء بالمظهر الأتمّ فی النشأة العینیّة، أی الحقیقة الأنسانیّة فی عالم الأمر، عن لسان العین الثابتة حقیقتها العلمیّة، بل عن الإسم الأعظم؛ بل عن مقام الغیب، لما عرفت.
کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 56