مصباح 3
البطون و الغیب اللّذان نسبنا هما إلی هذه الحقیقة الغیبیّة لیسا مقابلین للظهور الّذی من الصفات فی مقام «الواحدیّة» و الحضرة الجمعیّة؛ و لا «الباطن» هو الّذی کان من الأسماء الإلهیّة الّذی هو من أمّهات الأسماء الحقیقیّة. فإنّ البطون الّذی من الأوصاف القدسیّة و «الباطن» الّذی من الأسماء الربوبیة، کلّ واحد منها التجلّی بذلک المقام؛ و هما متأخّران عن تلک الحضرة. بل التعبیر بمثل هذه الأوصاف و الأسماء لضیق المجال فی المقال. فالحقیقة الّتی قلب الأولیاء عن التوجّه إلیها محروم، کیف یمکن أن یعبّر عنها بما کان من مقولة المفهوم؟ و نعم ما قیل:
«ألا إنّ ثوباً خیط من نسج تسعة و عشرین حرفاً من معالیه قاصر»
فاللفظ قاصر، و المتکلّم أبکم، و السامع أصمّ. کما قیل بالفارسیّة:
«من گنک خوابدیده و عالم تمام کر من عاجزم ز گفتن و خلق از شنیدنش»
کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 14