مصباح 17
فالآن قد طلع شمس الحقّ من مشرقها و عین الحقیقة من أفقها من أنّ التعبیر ب «التعیّن» و «المشمولیّة» و «المحیطیّة» و «المحاطیّة» لضیق العبارة و قصور الإشارة. و إیّاک، أیّها الأخ الروحانی، و أن تفهم من تلک العبارات و هذه التعبیرات معانیها العرفیّة و مصطلحاتها الرسمیّة، فتقع فی الکفر بأسماء اللّه و البعد عن ساحة قدسه و مقام أنسه. فإنّ الألفاظ و العبارات حجب الحقائق و المعانی؛ و العارف الربّانی لابدّ و أن یخرقها و یلقیها، و ینظر بنور القلب إلی الحقائق الغیبیّة، و إن کانت فی بدوالأمر للجمهور محتاجاً إلیها؛ کما أنّ الحواسّ الظاهرة مرقاة للمعانی العقلیّة و الحقائق الکلیّة النوریّة، حتی صحّ من أصحاب الحکمة: إنَّ مَن فَقَدَ حِسّاً، فَقَد فَقَدَ عِلماً.
کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 20