مصباح 13
فهذه الخلیفة الإلهیّة ظاهرة فی جمیع المرائی الأسمائیّة؛ منعکسة نورها فیها حسب قبول المرآة و استعدادها، ساریة فیها سریان النفس فی قواها: متعیّنة بتعیّناتها تعیّن الحقیقة اللابشرطیّة مع المخلوطة. و لا یعلم کیفیّة هذا السریان و النفوذ و لا حقیقة هذا التحقّق و النزول إلا الخلّص من الأولیاء الکاملین و العرفاء الشامخین الّذین یشهدون نفوذالفیض المقدّس الإطلاقی و انبساطه علی هیاکل الماهیات بالشهود الإیمانی و الذوق العرفانی. و المرقاة لأمثال هذه المعارف، بل کلّ الحقائق، للسالک العارف، معرفة النفس. فعلیک بتحصیل هذه المعرفة؛ فإنّها مفتاح المفاتیح و مصباح المصابیح: من عرفها، فقد عرف ربّه.
کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 18