مصباح 40
قد عرفت فی المصابیح السالفة أنّ التجلّی الأوّل بالفیض الأقدس هو الظهور بالإسم «الله» الأعظم فی الحضرة الواحدیّة قبل أن یکون للأعیان عین و أثر.
و أمّا الأعیان الثابتة فتحصل بالتجلی الثانی للفیض الأقدس؛ و هو التجلّی بالألوهیّة فی الحضرة العلمیّة. و مفاتیح الغیب الّتی لا یعلمها إلّا هو فی تلک المرتبة، هی الأسماء و الصفات الّتی هی حاصلة للحضرة «العندیّة».
فالفیض الأقدس لا یتجلّی بلا توسّط فی حضرة الأعیان؛ بل بتوسّط الإسم «الله»؛ و إن کان متّحداً معه، إلّا أنّ الجهات لابدّ و أن تنظر؛ کما صحّ عن أولیاء الحکمة: لولا الحیثیّات لبطلت الحکمة.
و أمّا قول الشیخ: و القابل لا یکون إلّا من فیضه الأقدس. باعتبار أنّ الکلٍّ منه؛ لا أنّ الأعیان تحصل بتجلّیه الأولی. هذا؛ و إن کان لکلام هذا الشارح أیضاً وجه صحّة.
کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 34