عملنا فی تحقیق الکتاب
1 ـ مقابلة النسخة المطبوعة من قبل وزارة الإرشاد مع النسخة الخطّیة للکتاب، وهی مسودّة بخطّ المصنّف رحمه الله کثیرة الشطب ، وقد قُطع بعض حواشیها عند التجلید ، وهذه المخطوطة محفوظة مع سائر کتب المصنّف رحمه الله فی المکتبة العامّة لآیة الله العظمیٰ المرعشی النجفی قدس سره، ونحن بدورنا نشکر سماحة حجّة الإسلام والمسلمین السیّد محمود المرعشی دام عزّه؛ لمساعداته الکثیرة وخدماته الجلیلة التی قدّمها لنا .
وقد قمنا بتصحیح الطبعة الاُولی ، وأضفنا إلیها السقوط التی عثرنا علیها؛ اعتماداً علی النسخة الخطیّة المُشار إلیها، باذلین أقصیٰ جهدنا لأن تکون طبعتنا هذه أقرب إلیٰ الکمال وإلیٰ مقصود المصنّف الشهید قدس سره.
2 ـ تقویم النصّ وتقطیعه وتزیینه بعلائم الترقیم المناسبة ، وهو جهد علمی وفنّی یتناسب مع طبیعة الکتاب المحقَّق من ناحیة دقّة مطالبه وصعوبتها وسلامة النسخة المعتمدة وخلوّها من التصحیف والسقوط والأغلاط ، وبذلک یستطیع
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 19 القارئ الکریم تقدیر الجهد المبذول فی هذا المجال بالنسبة لهذا الکتاب.
3 ـ عنونة مطالب الکتاب : وحیث إنّ مخطوطة المصنّف الشهید قدس سره مسودّة لم یتناولها ثانیة بالتصحیح والتهذیب ، ولم یضع العناوین لجمیع مطالب الکتاب؛ لذا فقد قمنا بوضع العناوین بحسب الحاجة فی المواضع التی لم یعنونها المصنّف رحمه الله.
4 ـ تخریج الآیات الکریمة والأحادیث الشریفة وأقوال العلماء، وهو جهد علمیّ ضخم یعتمد علی فهم دقیق لمطالب الکتاب والکتب التی نقل عنها المصنّف قدس سره، وقد توفّر لهذا العمل الشاق ثُلّة من أفاضل المحقّقین فی مؤسّستنا شکر الله سعیهم وذخر لهم أجرهم .
وقد استعملنا کلمة «اُنظر» فی الموارد التی لم نجزم بثبوت نسبة الأقوال إلیٰ أصحابها ، کما استعملنا کلمة «لاحظ» فی موردین :
الأوّل : حیث ینقل المصنّف رحمه الله أقوال العلماء نقلاً حدْسیّاً .
الثانی : فی الموارد التی لا نعثر علیٰ صاحب القول ، ونعثر علی الناقل عنه ، هذا ، وإنّ الشهید العلاّمة قدس سره ـ إحاطة منه بالمبانی المختلفة ـ قد نقل آراء الأعلام قدس سرهم وأقوالهم بتصرّف کثیر ؛ من تلخیص وتهذیب وحذف للزوائد ، أو شرح وتوضیح وبیان ، وقد صرّح بأنّ دأبه ذلک .
وقد أدّت طریقة المصنّف رحمه الله هذه فی نقل الأقوال إلیٰ بعض الصعوبات فی تخریجها ومعرفة قائلیها .
5 ـ إرجاعات المصنّف قدس سره؛ سواء کانت إلیٰ نفس کتابه سابقاً أو لاحقاً ، أو إلیٰ کتبه الاُخریٰ ، وقد بلغت آلاف الموارد ، وهو جهد کبیر لا یخفیٰ علیٰ مَن مارسه، ولا یمکن القیام به إلاّ بعد إتمام التحقیق بجمیع مراحله ، وصفّ حروفه
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 20 بشکل نهائی ؛ بحیث لا تتغیّر أرقام الصفحات فیما بعد. وتظهر أهمیّة هذا العمل نظراً إلیٰ أنّ الشهید قدس سره فی کتبه، لا یعید ما بحثه فی موضع منها ثانیةً لو احتاج إلیه فی موضع آخر، بل یکتفی بالإشارة الإجمالیّة إلیٰ موضعه، فتحدید مواضع الإرجاعات ضروریّ لفهم المطالب ، وبدونه لا تُفهم أو تُفهم بشکل ناقص .
هذا، وقد ترکنا تراجم الأعلام والرجال ، کما احترزنا عن التعلیقات التوضیحیّة کی لا یزداد حجم الکتاب علیٰ ما هو علیه من المجلّدات الثمانیة .
هذا، وقد قمنا بتحقیق هذا الکتاب وسائر کتب المصنّف الشهید قدس سره البالغة (28) مجلّداً ، وأنجزناها بجمیع مراحل التحقیق ـ من المقابلة والتخریجات البالغة مائة ألف تخریج والتقویم والتقطیع وغیرها ـ فی فترة زمنیّة قصیرة جدّاً قیاساً مع العمل الضخم المنجز ، وقد تمّ بتوفیق الله عزّوجلّ حیث أمدّنا بعونه ولطفه، وبجهد مجموعة من الأفاضل باذلین غایة وُسعهم فی إخراجه بأحسن وجه أمکنهم .
وفی الختام نرفع إلیٰ مقام المؤلّف الشهید العلاّمة قدس سره وإلیٰ حضرات الأعلام والفضلاء اعتذارنا ممّا قد یُعثر علیه من خلل أو زلل فی عملنا، وعذرنا فی ذلک رغبتنا فی إتحاف الملأ العلمی الکریم بمجموعة مصنّفات العلاّمة الشهید قدس سره القیّمة، وذلک بمناسبة الذکریٰ السنویّة العشرین لشهادته .
ولا یفوتنا فی هذا المقام أن نشکر فضیلة الأخ الجلیل الشیخ محمّد حسین ساعی فرد دام عزّه علی عظیم جهوده المشکورة التی بذلها فی هذا السبیل ، أجزل الله ثوابه وشکر مساعیه .
مؤسسة تنظیم ونشر آثار الإمام الخمینی قدس سره
فرع قم المقدّسة
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 21