حول الهیئات الإخباریة الناقصة
إذا عرفت ذلک فاعلم : أنّ البحث حول وضع المشتقّات وکیفیّاتها، یأتی فی مباحث المشتقّات، والبحثَ حول وضع المرکّبات علیٰ حدة ـ زائداً علیٰ وضع المفردات والهیئات ـ یأتی فی بعض المباحث الآتیة علیٰ سبیل الإجمال، کما اُشیر إلیه إجمالاً .
والذی هو مورد البحث هنا وضع الهیئات المرکّبة التامّة ـ کالجمل الإخباریّة، أو الإنشائیّة ـ والناقصة :
أمّا الناقصة، فلاشبهة فی أنّ الموضوع له فیها عامّ، ولیست مشتملة إلاّ علیٰ نحو ارتباط بین المضاف والمضاف إلیه، والموصوف والصفة.
نعم تارة : یکون الارتباط المذکور ـ کالطرفین ـ له المحاذاة الخارجیّة، کقولنا «إله العالم» فإنّ لکلّ واحد من المضاف والإضافة والمضاف إلیه، محکیّاً خارجیّاً واقعیّاً.
واُخریٰ : یکون اعتباریّاً، مثل «غلام زید» فإنّ الملکیّة والاُبوّة والبنوّة ـ وغیر ذلک من الموجبات للإضافة ـ لا خارجیّة لها وإن کانت اعتباریّة فی الخارج؛ أی اعتبر خارجیّتها.
والبنوّة والاُبوّة من المتضایفات فی المفهومیّة، ولیست من مقولة الإضافة،
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 138 وإن توهّمه القوم فی کتبهم؛ فإنّ مقولة الإضافة غیر التضایف فی المفاهیم المشترکة فیها المجرّدات والمادیّات، فلا تغفل.
وثالثة : لا واقع له إلاّ فی عالم المفهومیّة، مثل «غلام زید» فی القضیّة المفروضة التصوّریة.
فتلک الإضافة لفظیّة کانت أو معنویّة أو بیانیّة، مشترکة فی إفادة المعنی الثالث؛ وهو وجود الربط الإجمالیّ، سواء کانت الرابطة المفروضة قابلة للحکایة التصدیقیّة، مثل الإضافة البیانیّة، وإضافة الصفة والموصوف، أو غیر قابلة لذلک؛ فإنّه فی هذا اللحاظ لایکون المحکیّ بهذه الهیئة الناقصة إلاّ الربط الإجمالیّ غیر القابل للسکوت علیه.
فتلک الهیئة موضوعة لا لإحداث الربط، ولا للحکایة عن الربط، ولا للدلالة علیه، بل هی موضوعها الربط الخاصّ. نعم بعد الوضع له تکون حاکیة أو دالّة علیه حکایةً تصوّریة، أو دلالةً ناقصة.
فما فی کتب القوم : من وضع الهیئة للدلالة وهکذا کما سیأتی، غیر خالٍ من الخلط بین الموضوع له وما یترتّب علیه أثراً.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 139