حکم الشبهة الحکمیة للتذکیة
إذا عرفت ذلک فاعلم: أنّ مقتضیٰ «أوْفُوا بِالْعُقُودِ» مثلاً، أو أنّ «المرأة تری الدم إلی الخمسین» أو «اُحِلَّتْ لَکُمْ بَهیمةُ الأنْعَامِ» وجوب الوفاء علی الإطلاق، ومحکومیّة الدم الکذائیّ بالحیض علی الإطلاق، أو حلّیة البهائم، وقضیّة الأدلّة المنفصلة عدم توافق الجدّ والاستعمال بالنسبة إلیٰ موارد صدق عنوان المقیّد.
وعندئذٍ إن کانت الشبهة علیٰ وجه یفید الاستصحاب نفس التعبّد بالعدم الأزلیّ، فلا بأس بجریانه، کما فی نفس التعبّد بأنّ شرط الضمان فی عقد الإجارة ما کان مخالفاً للکتاب، والآن کما کان، فیکون ببرکة الاستصحاب إطلاق العامّ قابلاً للعمل من غیر کونه مثبتاً.
وأمّا التعبّد بأنّ المرأة القرشیّة ما کانت تری الدم إلی الستّین، أو أنّ البهیمة ما کانت میتة، فهو لا معنیٰ له؛ لأنّه فی موارد الشبهة الحکمیّة، یکون المرجع عموم
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 493 الدلیل أو إطلاقه.
ویمکن التمسّک باستصحاب عدم کون العامّ مخصّصاً أو المطلق مقیّداً بالنسبة إلیٰ مورد الشبهة، ویراد بذلک الاستصحاب نفی عدم الحجّیة العقلائیّة الممضاة، ولکنّه بعید وغیر محتاج إلیه؛ لحکومة بناء العقلاء علیه: وهو الرجوع إلیهما فی مورد الشکّ فی التخصیص والتقیید. هذا فی الشبهة الحکمیّة.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 494