وأمّا مقتضی القواعد الثانویة
وهو جریان القواعد الثانویّة فی هذه الأمثلة، فحیث إنّه لا حاجة إلیها فی المثال الثالث، ولا بأس بجریانها فی المثال الثانی ـ اللهمّ إلاّ أن یقال: بأنّ مقتضیٰ کون القضیّة اعتباریّة، جریان الاستصحاب لو کان قادراً فی أوّل الوقت، وعاجزاً فی آخره، وجریان القواعد الثلاث. اللهمّ إلاّ أن یقال: کون القضیّة اعتباریّة تمنع عن جریانها، فتأمّل ـ یبقی الکلام فی المثال الأوّل؛ لأجنبیّة الطرف المقدور علیه عن الطرف المعجوز عنه.
وتوهّم: أنّ العجز عن بعض الطرفین ینافی بقاء الوجوب التخییریّ، ولا جعل آخر غیره، وأمّا لو عجز عن بعض الأطراف الثلاثة والأربعة فلا ینافیه، فهو فی غیر محلّه؛ لأنّه وجوب واحد تخییریّ بین الأطراف الثلاثة، أو الأربعة، أو الستّة، ولا
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 189 یعقل بقاء الواحد مع العجز.
نعم، لا بأس بجریان قاعدة «رفع ... ما لا یطیقون» بمقدار العجز؛ نظراً إلیٰ إمکان تقیید إطلاق الأدلّة الأوّلیة بمثله تقییداً واقعیّاً. کما یمکن دعویٰ: أنّ الطرف الآخر میسور الواجب التخییریّ، من غیر النظر إلیٰ أجنبیّة المقدور عن المعجوز بحسب الوجود والعنوان، فاغتنم.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 190