تمثیل
وا لمثال یقرّب من وجـه لا من جمیع ا لوجوه . إذا أشرقت ا لشمس علیٰ مرآة ووقع ا لنور منها علی جدار ، فنور ا لجدار لیس من ا لمرآة بذاتها لعدم نور لها ، ولا من ا لشمس ا لمطلق أی بلاوسط وبلاقید ، بل هو نور شمس ا لمرآة ، فمَن نظر إ لی ا لمرآة غافلاً عن ا لشمس یزعم کونـه للمرآة ، ومَن نظر إ لی ا لشمس غافلاً عن ا لمرآة یزعم کونـه من ا لشمس بلاوسط ، ومَن کان ذا ا لعینین یری ا لشمس وا لمرآة ، یری أنّ ا لنور من شمس ا لمرآة ومع ذلک یحکم بأنّ ا لنور ـ وما هو من سنخـه للشمس با لذات وللمرآة با لعرض ، ومحدودیّـة ا لنور حسب حدّ ا لمرآة للمرآة با لذات وللنور با لعرض ، ومع ذلک لولا ا لشمس وإشراقها لم یکن نور ولا حدِّ، فا لنور وحدّه من عند ا لشمس .
کتابالطلب و الارادهصفحه 40 فا لأنوار ا لطا لعـة من اُفق عا لم ا لغیب إنّما هی لنور ا لأنوار ، «وَمَن لَمْ یَجْعَلِ الله ُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ» . فنور ا لوجود من حضرة ا لرحموت وظلّ نور الله تعا لی ؛ «اَلله ُ نُورُ السَّمَـوٰاتِ وَالأَرْضِ» ، ولانور إلاّ نوره ولاظهور إلاّ ظهوره ولاوجود إلاّ وجوده ولا إرادة إلاّ إرادتـه ولاحول ولاقوّة إلاّ بـه وإلاّ بحولـه وقوّتـه ، وا لحدود وا لتعیّـنات وا لشرور کلّها من حدود ا لإمکان ومن لوازم ا لذوات ا لممکنـة وضیق ا لمادّة وتصادم ا لمادّیات .
کتابالطلب و الارادهصفحه 41