تمهید
قبل الشروع فی المباحث المرتبطة بالمعاطاة لابدّ من التنبّه إلی جهات :
1 ـ کلمة المعاطاة لم ترد فی نصّ من النصوص؛ حتّیٰ ندور مدار مفهومها، بل المراد منها فی المقام کلّ إنشاء فعلیّ قبال الإنشاء القولیّ، فلا تنحصر المعاطاة بالتعاطی مطلقاً.
2 ـ لا إشکال فی أنّ الجهة المبحوث عنها فی مسائل الفقه هی ما کان راجعاً إلیٰ وظیفة المکلّفین فی أفعالهم، وأمّا الاحتمالات العقلیّة فی کلّ مسألة فخارجة عن نظر الفقیه.
فحینئذٍ لابدّ من البحث عن حکم المعاملات العرفیّة الرائجة بینهم، وینشئونها بالفعل.
3 ـ لا إشکال فی عدم الفرق بین البیع بالصیغة والمعاطاة فی نظر العرف من حیث المعنی الإنشائیّ، والفرق إنّما هو فی الحاکی عن ذلک، وأنّ فی أحدهما أوقع البیع بالصیغة، وفی الآخر بالفعل، فالتقسیم فی البیع لیس بحسب المفهوم، بل إنّما هو بحسب الموضوع.
4 ـ تحصّل ممّا مرّ : أنّ تقسیم المعاطاة بما قصد بها الإباحة وبما قصد بها الملک، غیر مرتبط بما نحن بصدده، بل موضوع البحث هو المعاطاة الرائجة فی
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 25 سوق العقلاء، وینحصر البحث فی أنّه هل المعتبر بنظر الشارع جمیع ما هو متداول بین العرف من المعاملات؛ سواء أوقع بالصیغة أو بالفعل، أو المعتبر عنده ما کان واقعاً بالصیغة فقط، وما وقع بالفعل غیر معتبر عنده؟ هذا تحریر عنوان البحث.
وأمّا حکم ذلک، فیستدلّ علیٰ عدم اعتبار الصیغة فی المعاملات عند الشارع بعدّة وجوه :
کتابالبیع: تقریر لما افاده الامام الخمینی (س)صفحه 26