إیماض:
وأمّا وجه التعبیر عن العقل بالواحد المُتکثّر وعن النفس بالمُتکثّر المُتوحّد؟ فلأنَّ العقل أقرب إلی مرتبة الأحدیة الحقّة من حیث الصدور، وأدنی من کبریاء التفرّد والوحدانیّة من جهة الظهور، بل هو عبارة عن المرتبة الواحدیّة المتاخمة لمرتبة الأحدیّة.
وبعبارة اُخری: هو عالم الأسماء والصفات الإلهیّة باصطلاح علماء الطریقة مع مُعاضدة تلویحات الأخبار المعصومیّة فالأصل فیه الوحدة، وإنّما التکثّر باعتبار الإحاطة وبحسب الاشتمال علی جمیع معقولات الأشیاء، والاحتواء بقاطبة حقائق الأسماء وعندنا هذا تکثّر بالعرض ولیس هذا تکثر بالحقیقة ؛ لأنّ ما یعرض لاحکم له فی العلوم فکیف بالعرض لما بالعرض، وأمّا النفس فلمّا کانت معلولة من معلول فلیست تقرب من موطن الوحدة قرب العقل منه، فلا تکون بمثل تلک المثابة، بل هی أنزل منه فی المرتبة، وأیضاً لمّا کانت النفس تفعل بالمادّة وهی ممّا یلزمها الکثرة والقسمة، وکذلک تفعل بالقوی والآلات المتضمّنة وتلک القوی منشأ الکثرة وإن کانت بالاعتبار والحیثیّة، فمن ذلک یعرضها الکثرة والعدّة، وإنّما التوحد باعتبار ما سترجع هی إلیه فی سیر الأنوار من العقل الکلّی الّذی صدرت منه.
کتابالتعلیقه علی الفوائد الرضویهصفحه 100