الرابع : فی تعلّقه بالتسبّب
وإذا کان النهی متعلّقاً بالتسبّب، فقد عرفت أنّ ذلک یتصوّر علیٰ ثلاثة:
فتارة : یکون التسبّب بالآت الإنشاء للتوصّل إلی الإنشاء مورد النهی.
واُخریٰ : یکون التسبّب بإنشاء المبادلة إلیٰ حصول الملکیّة مورد النهی .
وثالثة : یکون التسبّب بالملکیّة لحصول جواز التصرّف مورد النهی.
وعلیٰ کلّ تقدیر : لایمکن تطبیق القاعدة التی أسّسناها لتشخیص کون النهی قابلاً لاستتباع الحکم الوضعیّ علیها؛ ضرورة أنّ ذات التسبّب بعنوانه لایوصف بالفساد، وبالبطلان، وعدم الإجزاء، وغیر ذلک.
نعم، یمکن دعویٰ: أنّ الشرع غیر الراضی بالتسبّب، یجب علیه أن یمنع عن تحقّق السبب والموضوع؛ حتّیٰ لایتمکّن العبد من التسبّب واقعاً، فیکون لازم ذلک إسقاط سببیّة الآلات للإنشاء باعتبار قید فیها حسب محیط الشرع، أو إسقاط سببیّة الإنشاء وهکذا، الذی یرجع فی الحقیقة إلیٰ تقیید دلیل الإمضاء المستتبع بعد التقیید لبطلان المعاملة، فلو قیل: «إنّ التسبّب لحلّیة الزیادة بالبیع الربویّ غیر صحیح» فهو
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 375 لیس إلاّ لأجل أنّ السبب قاصر، لانفس التسبّب یکون غیر لائق بذلک، کما لایخفیٰ.
فبالجملة : لابدّ من إعمال القرینة الخارجیّة فی هذه الصور، ولذلک یکون التسبّب بالظهار للفراق ممنوعاً شرعاً وصحیحاً، ولایکون خارجاً عن الضابطة التی أبدعناها.
ودعوی امتناع اجتماع المبغوضیّة والرضا بالسببیّة، تأتی بتفصیل أکثر من ذی قبل إن شاء الله تعالیٰ.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 376