الأمر الثانی : وحدة الکون
وأن یکون المأمور به والمنهیّ عنه یوجدان بإیجاد واحد ووجود فارد، وإلاّ إذا أمکن إیجاد أحدهما بدون الآخر فأوجدهما معاً، فهو لیس مورد النزاع عندهم؛ لأنّ الضرورة قاضیة بإمکان الاجتماع، فیکون التلازم وعدم إمکان التفکیک بینهما فی المجمع، لازماً فی أصل النزاع، وهذا هو الأصل المفروغ عنه فی کلماتهم.
ومن ذلک یتوجّه أن یقال: بأنّ أساس منشأ الإشکال وما ینشأ منه شبهة الامتناع؛ هو التلازم الأحیانیّ بین المأمور به والمنهیّ عنه.
وإلیٰ هذا الشرط یرجع ما فی کلمات بعضهم فی تحریر عنوان البحث: «من أنّ النزاع حول ما إذا تعلّق الأمر بشیء، والنهی بشیء آخر، اللذین یوجدان بوجود واحد وإیجاد فارد، المنطبقین علی المجمع الواحد» فراراً من العنوانین المتصادقین علیٰ واحد، ولکنّهما لا یوجدان بإیجاد فارد مثل عنوان «کن مصلّیاً» و«لا تکن ناظراً إلی الأجنبیّة» فإنّهما یصدقان علیٰ واحد، ولکنّهما خارجان عن محلّ النزاع؛ لما لا یتّحد بین المبدأین فی الکون والوجود.
ومن هنا یظهر الخلل فیما جعله الوالد المحقّق ـ مدّظلّه عنواناً للبحث؛ لصدقه علی المثال المزبور، مع أنّه خارج عن محیط البحث بالضرورة.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 175