الجهة الثانیة : حول المعاملة
قد اشتهر أخذ عنوان «المعاملة» فی عنوان البحث، وأرادوا منها المعنی الأعمّ من المعاوضات والتجارات، فیندرج فیها الطلاق بأقسامه، والنکاح بصنوفه.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 311 وربّما یقال : إنّها أعمّ من ذلک أیضاً؛ حتّیٰ تشمل الصید والذباحة.
وأنت خبیر : بأنّ الإطلاقات المجازیّة غیر جائزة فی هذه المواقف، ولاسیّما إذا کانت بعیدة أو غلطاً، فکان الأولی العدول عمّا جعلوه عنواناً إلیٰ ما ذکرناه، أو إلی العنوان التالی: وهو «أنّ کلّما أمکن أن یستتبع النهی التکلیفیّ حکماً وضعیّاً بحسب التصوّر والثبوت، فهل هو کذلک إثباتاً، أم لا؟» ولا شبهة فی إمکان استتباعه فی مطلق العبادات والمعاملات، وما یشبههما من الصید والذباحة، وإجراء الحدود، وغیر ذلک، بل قد عرفت منّا إمکانه حتّیٰ فی مثل النهی عن قصد القربة بالاستنجاء مثلاً؛ لأنّه إذا استتبع سقوط قابلیّته عن التقرّب به، لایجوز التمسّک لجواز اجتماع الحرمة مع القربة بما تمسّکوا به فی مسألة اجتماع الأمر والنهی، کما یأتی ویظهر إن شاء الله تعالیٰ.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 312