کلمة التحقیق:
الحمد لله ربّ العالمین وصلّی الله علی خاتم رسله وسیّد أنبیائه محمّد وآله الطاهرین.
وبعد؛ نشکر الله العلیّ العظیم ونحمده علی أن منّ علینا وتفضّل فوفّقنا لتحقیق وتصحیح هذا السفر القیّم وهذا الأثر النفیس الذی هو من الآثار الفقهیّة الهامّة للإمام الراحل ـ قدّس سرّه ـ، خدمة للعلم وأهله، والفقه وروّاده، لعلّه یکون ذخیرة لمعادنا، ووسیلة لیوم فقرنا وفاقتنا.
وما قمنا به فی طریق تحقیق هذا الکتاب عبارة عن الأُمور التالیة:
1 ـ مقابلة النسخة الخطیّة بالنسخة المطبوعة إذ لم یکن سواهما شیء آخر.
والنسخة الخطیّة هی بقلم الإمام ـ رضوان الله علیه ـ وهی النسخة الأصلیة. والنسخة المطبوعة هی التی طبعت مع تذییلات قیّمة من حجّة الإسلام والمسلمین الحاج الشیخ مجتبی الطهرانی عام 1381 هـ ق.
2 ـ تخریج الآیات والأحادیث الواردة فی هذا الکتاب من مصادرها الأصلیّة، وکان همّنا انطباق المصادر الحدیثیة مع ما فی النسخة الخطیّة التی کانت
المکاسب المحرمةج. 1صفحه ظ
بخط الإمام الراحل قدر المستطاع.
وفی صورة الاختلاف کانت تلحظ الطبعات المختلفة (القدیمة والحدیثة) وإذا کانت النسخة الخطیّة تطابق أیّ واحد من تلک الطبعات ذکرت تلک الطبعة أوّلاً وأُشیر إلی الطبعات الأُخری ثانیاً.
3 ـ تخریج أقوال الفقهاء والعلماء الذین ذکرت أسماؤهم فی أثناء الکتاب وأبحاثه ممّن أُشیر إلیهم بالصراحة، أو بعنوان: «قیل» أو «یقال» أو بصورة «الدعوی» وذلک من مصادرها الأصلیّة.
علی أنّ الإمام ـ رحمه الله ـ ربّما ذکر احتمالاً أو اعتراضاً، أو اشکالاً فی بعض المواضع من البحث من دون أن یکون له قائل أو محتمل ظاهراً، وإنّما هو احتمال بدر إلی ذهنه الشریف، وجال فی خاطره المبارک.
4 ـ تقویم نصّ الکتاب وضبط عباراته وتعیین الصحیح من الخطأ بحیث کانت النسخة الخطیّة تجعل الأصل والمرجع.
5 ـ حیث إنّ کتاب «المکاسب المحرّمة» (أی الکتاب الحاضر) کان ملیئاً بالموضوعات الفقهیّة المتنوعة، وقد تعرّض الإمام لهذه الموضوعات تحت عنوان کلّی فی الغالب، ولم یبوّبها أو لم یفتح لها عنواناً خاصاً، لذلک سعینا إلی أن نضع لهذه الموضوعات عناوین مستقلّة بصورة أصلیّة أو فرعیة، ولهذا فإنّ أکثر العناوین الموجودة فی هذا الکتاب قد جُعلت من قبلنا من باب التیسیر والتسهیل، وقد أضفناها إلی الکتاب اقتباساً من أبحاث الإمام المؤلف الجلیل.
6 ـ حیث کانت طبعات بعض مصادر التحقیق مختلفة، لهذا عمدنا ـ مضافاً إلی ترتیب فهرس للمواضیع ـ ترتیب فهرس لمصادر التحقیق مشیرین إلی طبعة تلک المصادر.
المکاسب المحرمةج. 1صفحه غ
وسنأتی به فی نهایة المجلّد الثانی من هذا الکتاب مع فهارس أُخر إن شاء الله تعالی.
7 ـ فی المواضع التی کان سند الروایة فی نصّ الکتاب ضعیفاً حسب نظر الإمام، أشرنا إلی سبب التضعیف بمراجعة الکتب الرجالیة، فی الهامش.
هذا هو أبرز ما قمنا به فی مجال التحقیق لهذا الکتاب القیّم.
وفی الختام یطیب لنا، بل یجدر بنا أن نشکر السادة الفقهاء والعلماء الأعلام الذین ساعدونا ـ بإرشاداتهم ـ فی إعداد هذا الأثر النفیس ونشکر علی وجه الخصوص الأخ العزیز سماحة حجة الإسلام والمسلمین فضیلة الحاج السیّد محمد الهاشمی الذی یرجع إلیه فضل إرشادنا إلی هذا العمل، فکان الدال علی الخیر، بل وشارک عملیاً فی بعض الجوانب العلمیة فی هذا الکتاب وقد هیّأ لنا ـ مضافاً إلی ذلک ـ مقدّمات العمل، ولم یفتأ یشجعنا علیه.
ونأمّل أن یغضّ القرّاء الکرام الطرف عمّا یجدونه فی عملنا هذا، وأن لاینسونا من صالح دعائهم فی مظانّ الإجابة.
کما ونحمد الله أوّلاً وآخراً علی أن وفقنا لهذه الخدمة العلمیّة، وأعاننا علی اتمامه وإکماله سائلین منه، أن یتقبّله منّا بأحسن قبول، إنّه سمیع مجیب.
الحوزة العلمیة ـ قم المقدسة
ربیع المولود 1415 هـ ـ ق
لجنة التحقیق
المکاسب المحرمةج. 1صفحه ا