خاتمة
لو وُفّق البشر للسفر إلی بعض السیّارات و الکرات تحدث عند ذلک مسائل شرعیة کثیرة سیأتی الفقهاء-أعلی اللّٰه کلمتهم-بکشف معضلاتها،ولا بأس بإشارة إجمالیة إلی بعضٍ منها:
(مسألة 1): یصحّ التطهیر حدثاً وخبثاً بمائها وصعیدها بعد صدق الماء والتراب و الحجر ونحوها علیها،وتصحّ السجدة علی أرضها وما ینبت منها.
(مسألة 2): تختلف الأوزان فیها اختلافاً فاحشاً حسب ضعف الجاذبة وقوّتها،ففی القمر لمّا کانت الجاذبة أضعف من جاذبة الأرض،تکون الأجسام
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 681 مع الاتّحاد فی المساحة مختلفة فی الوزن فی الکرتین،فالکرّ بحسب المساحة یکون فی الأرض موافقاً للوزن المقدّر تقریباً،وفی کرة القمر تکون تلک المساحة أقلّ من عشر الوزن المقدّر،فلو اعتبرنا فی القمر الوزن تکون مساحته أضعاف المساحة المقدّرة،فهناک یکون الاعتبار بالمساحة لا الوزن،ولو قیس بین المساحة و الوزن فی کرة تکون جاذبتها أضعاف الأرض ربما یکون شبران من الماء بمقدار الوزن المقدّر،فالاعتبار بالمساحة فیها لا الوزن،فینفعل الماء الذی وزنه بمقدار الکرّ فی الأرض.ویمکن الاعتبار هناک بالوزن،لکن یوزن بالکیلوات الأرضیة حسب جاذبة تلک الکرة،فیوافق مع المساحات تقریباً.
وفیما یعتبر فیه الوزن فقط کالنصاب فی الغلّات الأربع،یحتمل أن لا یتغیّر حکمه ولو تغیّرت مساحته،فالحنطة یلاحظ نصابها المقدّر؛ولو صار کیلها فی کرة القمر أضعاف کیلها فی الأرض،وفی المشتری-مثلاً-عشر کیلها فی الأرض.ولو أتی زمان علی الأرض ضعفت جاذبتها فالحکم کما ذکر،ویحتمل أن یکون الاعتبار بالکیلوات أو الأمنان الأرضیة،لکن بجاذبة تلک الکُرات أو الأرض بعد ضعف جاذبتها.
(مسألة 3): لو وجد هناک ما تعلّقت به الزکاة و الخمس-کالغلّات الأربع والأنعام الثلاثة و النقدین،وکالمعادن و الکنوز وأشباههما-جرت علیها الأحکام الشرعیة.ولو وجدت معادن وکنوز من غیر جنس ما فی الأرض تعلّق بها الخمس،و أمّا لو وجدت حبوب أو أنعام غیر ما هاهنا لم تتعلّق بها الزکاة.ولو وجد ما تعلّق به الزکاة هناک أو هاهنا بغیر الطریق العادی،کما لو وجدت الأنعام بطریق الصنعة وکذا الغلّات المصنوعیات و النقدان المصنوعیان تعلّق بها الزکاة بعد صدق العناوین.
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 682 (مسألة 4): لو وجد هناک إنسان یعامل معه معاملة الإنسان فی الأرض،ولو کان الموجودات هناک بأشکال اخر لکن کانوا عاقلین مدرکین،فکذلک یعامل معهم معاملة الإنسان حتّی جازت المناکحة معهم،وجرت علیهم جمیع التکالیف الشرعیة و الأحکام الإلهیة.ولو کان أشبارهم علی خلاف أشبارنا یکون المیزان فی مساحة الکرّ أشبارنا،وکذا فی الذراع.ومع اختلافهم فی عدد الأیدی و الأرجل و الأصابع معنا تختلف أحکامهم فی باب الوضوء و الدیات والقصاص وغیرها.
(مسألة 5): یجب فی الصلاة هناک استقبال الأرض،وباستقبالها یحصل استقبال القبلة،ولمّا کانت فی حرکتها الدوریة:تارة فی جانب من الأرض، واُخری فی جانب آخر منها،تختلف صلواتهم؛فربما تکون صلاة الظهرین إلی المشرق و المغربین إلی المغرب وبالعکس.و أمّا کیفیة دفن موتاهم فیمکن أن یقال بوجوب الاستقبال حدوثاً ولو یتبدّل فی کلّ یوم.و أمّا تکلیف الصیام فی القمر أو سائر الکرات فمشکل،ولا یبعد وجوبه فی کلّ سنة شهراً مع الإمکان، ولو أمکن انطباق شهرها مع شهر رمضان فی الأرض یجب علی الأحوط.ولو انکسفت الشمس بالأرض أو بغیرها وجبت صلاة الآیات،وهل فی انخساف الأرض أیضاً صلاة؟فیه إشکال.والظاهر وجوبها للآیات المخوفة حتّی الزلزلة .والصلوات الیومیة فی تلک الکرات تابعة للزوال و الغروب فیها، والصوم من طلوع الفجر إلی الغروب مع الإمکان.
(مسألة 6): لو بلغ الأطفال هناک حدّ الرجال فی سنة-مثلاً-فإن بلغوا
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 683 بالاحتلام أو إنبات الشعر الخشن علی العانة،فلا إشکال فی الحکم بالبلوغ وترتیب آثاره،و أمّا سقوط اعتبار السنّ فمشکل و إن لا یبعد إن علم أنّه بحدّ الرجال.ولو لم یبلغوا حدّ الرجال إلّابعد ثلاثین سنة؛بحیث علم أنّه طفل غیر بالغ حدّ الرجال،فالظاهر عدم الحکم بالبلوغ.وهکذا لو فرض أنّ الأطفال المصنوعیة کذلک فی طرفی القلّة و الکثرة.وکذا لو أتی زمان أبطأ السیر الطبیعی والرشد و البلوغ بجهات طبیعیة،کضعف حرارة الشمس وأشعّتها،أو أسرع بجهات طبیعیة أو صناعیة إلی غیر ذلک من الأحکام الکثیرة التی لیست الآن محلّ ابتلائنا.ولو أتی زمان انهدم القمر قبل الأرض تحدث مسائل اخر،وکذا لو أبطأت حرکة الأرض فتغیّر النهار و اللیل و الفصول،تحدث مسائل فی کثیر من أبواب الفقه،ولو صحّ ما قیل من إمکان مخابرة الأجسام تحدث لأجلها أحکام اخر أیضاً.
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 684